بحسب ما نقلته وكالة أنباء الحوزة، قال آية الله رجبي خلال لقائه بمجموعة من القوى الثورية، مستشهدًا بالآية الكريمة: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ( السجدة ۷ ): إن الله ذو الأسماء الحسنى، و قد خلق كل شيء بإحسان، و خلق الإنسان في أحسن تقويم، مشيرًا إلى أن النظام الكوني هو الأكمل و الأحسن.
و أشار عضو جماعة المدرسين إلى مكانة الإسلام في هذا النظام الأحسن، قائلًا: إن نظام التشريع و دين الإسلام و مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) قدّمت للبشرية أفضل التعاليم و أرقى أساليب الحياة لضمان سعادة الإنسان في الدنيا و الآخرة.
و في ردّه على تساؤل الناشطين الثوريين حول واجب القوى الثورية في الظروف الراهنة، قال: واجبنا هو إدراك المسؤولية و العمل بها. و بهذا نكون قد أدّينا مسؤوليتنا أمام الله و سعينا لخدمة عباده و نظامه الإسلامي، مهما كانت النتائج، فهي خير لنا، حتى لو لم تتحقق رغباتنا. يقول القرآن الكريم: وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" (النساء: ۱۹).
أما عن واجب القوى الثورية تجاه توصيات قائد الثورة الإسلامية في دعم الحكومة و أداء بعض مهامها، فقد أوضح عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة أن دعم الحكومة يكون على نوعين: دعم عملي و دعم فكري. فالذين يعملون في القطاع الخاص يجب أن يساعدوا الحكومة في تأمين احتياجات الشعب و النظام، خاصة في مجالات الإنتاج، و خلق فرص العمل، و معيشة الناس، من خلال أنشطة صحية و جهادية. أما المثقفون، فيمكنهم مساعدة الحكومة عبر تقديم مشاريع مختلفة في المجالات الاقتصادية، و الثقافية، و السياسية، و القانونية، و الدينية، و كذلك اقتراح حلول للمشكلات التي تواجه الناس و البلاد. كما يمكنهم تقديم انتقادات مخلصة و مؤدبة و مدعومة بالأدلة العلمية للبرامج و الإجراءات التي يرون أنها تتعارض مع تعاليم الإسلام و قيم الثورة. فمثل هذا النقد هو أفضل مساعدة للحكومة، و أولئك الذين يقومون به هم أفضل أصدقائها. يقول الإمام الصادق (عليه السلام): أَحَبُّ إِخْوَانِي إِلَيَّ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي.
و أضاف رئيس معهد الإمام الخميني (قدس سره) أن القول بأن النقد يتعارض مع دعم الحكومة غير دقيق، فالانتقاد البنّاء هو في حد ذاته نوع من الدعم. فجميع أفراد الحكومة بشر و معرّضون للخطأ، و ربما تكون بعض قراراتهم أو مواقفهم غير صحيحة أو لا تتوافق مع المعايير الدينية و أهداف الثورة و مصالح الشعب. لذا، فإن التنبيه الودّي و النقد العادل يمكن أن يساعد الحكومة على تصحيح أخطائها، مما يؤدي إلى نجاحها في أداء مهامها و تلبية احتياجات الشعب بشكل أفضل و أسرع. و مع ذلك، لا بد أيضًا من الإشادة بالقرارات الصائبة و الإجراءات الثورية للحكومة لتعزيز دافعها لخدمة الشعب بشكل أكثر فاعلية.
و ختم آية الله رجبي حديثه بالتأكيد على أهمية المعايير العقلية و الشرعية في النقد، قائلًا: إن هذه النصيحة للحكومة هي واجب ديني و ثوري و وطني على جميع النخب المخلصة للوطن و لنظام الجمهورية الإسلامية، و هي تتماشى تمامًا مع معايير الإسلام و توصيات الإمام الراحل (قدس سره) و قائد الثورة الإسلامية (مد ظله العالي). كما أنها تسهم في حل مشكلات الشعب و تأمين مصالح النظام. نسأل الله أن يوفق شعب إيران الإسلامية و حكومتها المحترمة لمعرفة مسؤولياتهم و أدائها على أكمل وجه، و أن يحفظ لنا هذه النعمة العظيمة، أي قائد الثورة الإسلامية (مد ظله العالي)، حتى ظهور الإمام المهدي (أرواحنا فداه).
تعليقك